شهبندر تجار الذهب في مصر شريف السرجانى.. لا يحب المضاربة أو التنقيب


لأنه سليل أسرة من أشهر الأسر في تجارة المشغولات الذهبية في العالم، فإنه لم يكتف بمجرد البيع والشراء، وإنما اتجه إلى التصنيع فأنشأ مصنعا للذهب وتطعيم الماس بمدينة العاشر من رمضان (شرق القاهرة)، وبفضل إنجازاته وتطويره لهذه المهنة حصل على وسام القائد من ملك بلجيكا.

إنه شريف السرجاني رئيس رابطة تجار الذهب أو شهبندر تجار الذهب (الشهبندر هو رئيس التجار)، ورئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية, وهو يمثل الجيل الخامس لعائلات السرجانى المعروفة بتجارة الذهب في مصر، والتي يعرف المصريون أسعار الذهب اليومية من خلال إعلاناتهم الثابتة في الصحف، والتي أصبحت جزءا من تراث وثقافة العائلة المصرية، خصوصا تلك التي تستعد لتزويج أحد أبنائها أو بناتها.

ورغم التاريخ الطويل لأسرة السرجاني في تجارة الذهب، إلا أن شريف السرجاني قال لـ"الأسواق.نت" إنه لا يحب المضاربة في الأسواق العالمية؛ لأنه مصنِّع وتاجر وليس مضاربا, كما أنه حتى الآن غير معني بالتنقيب عن الذهب، حيث يرى ذلك مهنة مختلفة عن تجارة الذهب وتصنيع المشغولات الذهبية.

نقطة التحول

ولد شريف السرجانى عام 1943، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الليسية الفرنسة بباب اللوق (وسط القاهرة)، وكان أول احتكاك له بسوق العمل وهو في سن الـ16، حيث بدأ تعلم المهنة أثناء مرض والده ليحل محله، واستمر على هذا المنوال في كل عطلة صيفية, وكان أول راتب حصل عليه 13 جنيها الدولار يعادل 5.35 جنيهات), وفي العام الأخير له في الدراسة الجامعية وبالتحديد أثناء فترة الامتحانات توفي والده، وكان ذلك سببا لرسوبه في السنة النهائية بكلية التجارة, ولكن الرسوب لم يؤثر عليه كثيرا لأنه سبب عارض, واستمر في المهنة بعد التخرج مع عمه أحمد السرجاني وأولاد عمومته.

ويشير السرجاني -في حديثه إلى "الأسواق.نت"- إلى أن نقطة التحول الرئيسة في حياته كانت عندما قرر هو وأبناء عمه في ديسمبر/كانون الأول 1992 فض الشراكة التي تجمعهم, ونظرا لصعوبة هذا القرار على نفوسهم جميعا فقد استغرق اتخاذ القرار 4 أعوام؛ لأن شريف وأبناء عمه كانوا مرتبطين جدا ويعتمدون على بعضهم البعض.

اسم واحد في مكان

وفي يناير/كانون الثاني 1993 عمل شريف السرجاني بمفرده، وانتخب رئيسا لرابطة التجار التي مازال رئيسا لها حتى الآن، ويتبنى السرجاني شعارا خاصا في العمل هو "اسم واحد في مكان"؛ حيث يعمل الرجل من خلال منفذ واحد في القاهرة، ولا يحب التوسع في المحافظات، ومن شعاراته أيضا "بع ولا تندم أفضل من أن لا تبيع وتندم", وكذلك المثل المصري "على قد لحافك مد رجليك"؛ أي التوسع حينما تتوافر السيولة والتوقف حينما تشح السيولة.

في عام 1997 بدأ السرجاني تدشين أول مصنع لصناعة المصوغات المطعمة بالماس في مدينة العاشر من رمضان، وفي عام 1999 بدأ الإنتاج لينافس الإنتاج الأوروبي في الجودة والتصميمات, وفى عام 2001 عندما أنشا الاتحاد العام للغرف التجارية شعبة للذهب انتخبته رئيسا لها لمدة أربعة أعوام, لكنه رفض الترشح مرة ثانية لإعطاء الفرصة لآخرين يمكن أن يفيدوا المهنة.

وفى عام 2005 ركز السرجاني على توصيف الماس بطريقة علمية، وأرسل أبناءه شيرين ومحمود وصافيناز إلى الدول المتقدمة في صناعة المعادن النفيسة للحصول على دورات في توصيف الماس, وبعد تلك المجهودات في صناعة وتطوير تجارة الماس منحه ملك بلجيكا وسام القائد لما بذله في تطوير هذه الصناعة, وهو يصف هذا الوسام بأنه أهم الأوسمة التي حصل عليها، بالإضافة إلى أغلى وسام وهو ثقة الناس.


تطوير المهنة المهمة الرئيسة

وعن أهم الصعوبات التي واجهها، يقول السرجانى "الصعوبات لم تكن شخصية، وإنما تمثلت في القوانين التي تخص المهنة وتعوق تطورها؛ مثل ضريبة الدمغة وضريبة المبيعات، ومشاكل استيراد الماس المصقول غير المطعم, ولكننا تغلبنا على معظمها، ووجدنا تجاوبا من المسؤولين, وتم تعديل بعض القوانين، ولكن مازال بعضها مستمرا حتى الآن مع استمرار المفاوضات بشأنها مع المسؤولين؛ مثل إجراءات استيراد الماس غير المصقول".

وعن مشروعاته المستقبلية يقول "مع بلوغي الـ65 عاما لم يعد لدي أهداف أو مشروعات خاصة، وإنما مشروعات لتطوير المهنة التي بدأ بها آبائي وأجدادي، وأجد أن مسؤوليتي تطويرها لنترك شيئا للأجيال القادمة.

وكما ورث شريف السرجاني المهنة عن آبائه وأجداده فإنه يحرص على توريثها لأبنائه الذين أتموا تعليمهم جميعا، وهم محمود وشيرين وصافيناز، ويقول لـ"الأسواق.نت" إنه يتعامل معهم بطريقة ديمقراطية، ويستمع لآرائهم بكل حرية، لكنه يشير إلى أن التعامل معهم في المكتب يختلف عن البيت، ففي المكتب يدعى الوالد بـ"شريف بك" ويدعى الأبناء بالأستاذ أو الأستاذة، ويقول إنه أعدهم منذ الصغر ليكونوا رجال أعمال ناجحين، ويحرص على مشاركتهم في أهم المعارض العالمية سنويا؛ ليروا بأنفسهم الجديد في سوق الذهب، وهو الشيء الذي كان محروما هو منه.

مشكلة العمالة الماهرة

ويهوى شهبندر تجار الذهب تصميم الموديلات الجديدة من الذهب والماس, كما يجد متعته في ممارسة لعبة الشيش, وكان يمارس لعبة كرة القدم في شبابه.

ويرى السرجاني أن قطاع الذهب في مصر، الذي بدأ منذ بداية القرن العشرين (1900) يشهد الآن تطورا كبيرا، مشيرا إلى أن القطاع شهد انكماشا في أوائل الخمسينيات بسبب الظروف السياسية في ذلك الوقت، التي لم تسمح باستيراد الآلات ولا حتى المجلات الأجنبية المتخصصة في مجال الذهب، وكل ذلك ساهم في تأخر الصناعة حتى أوائل السبعينيات, لكن القطاع بدأ مسيرة الانتعاش مع عصر الانفتاح الاقتصادي في النصف الثاني من السبعينيات.

ويرى السرجاني أن التحدي الأكبر أمام تطور صناعة الذهب في مصر هو ندرة العامل المدرب، الذي يستطيع تشغيل الآلة أو تصنيع فورمات جديدة.

المصدر العربية-القاهرة – محمود العربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اجمل ماقرأت من الحكم

اليوم بالجزمة بكرة بالقبقاب