العمانية كاملة العوفي امرأة من صخر.. غرق مصنعها ولم تيأس



مسقط - ناصر الشعيلي

تتميز بشخصية فريدة، تجمع بين القوة في القيادة، والشفافية في التعامل، ويتضح ذلك من خلال المساواة بين الموظفين الصغار والكبار في التعامل، وذلك لإيمانها "أن السفينة لا تصل إلى بر الأمان إلا بروح الفريق الواحد".

سيدة الأعمال العمانية كاملة بنت علي بن ناصر العوفي رئيس مجلس إدارة شركة عالم الأحجار الطبيعية ثلاثينية العمر، حلَّقت بعد 21 سنة عاشتها في دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الأعمال العماني الذي تعتقد كثير من السيدات أنه حكر على الرجال فقط. عشقها المجنون للأحجار الطبيعية ولَّد معه مشروع حياتها التجاري مصنع "عالم الأحجار الطبيعية".

بداية المشوار

تزوجت كاملة من رجل أعمال وجدت منه الدعم والحافز، ووجهها للمضي قدما نحو مشروع العمر، فحضر لها دراسة الجدوى، وعمل على تنفيذ كامل الإجراءات والتدابير، بدورها قامت كاملة بوضع التصورات المبدئية، وشرعت في إنشاء أول مرحلة من مراحل المشروع، وهو إنشاء المصنع.

تقول كاملة العوفي لـ"الأسواق.نت" في حديث ودي خاص: "البداية الحقيقية في المجال كانت منذ 4 سنوات؛ حيث كانت الطفرة العمرانية تفور في السلطنة، وصار الكل في تلك الفترة يتحدث عن المشاريع قيد التشييد كالموج، والمدينة الزرقاء، وأصبح المناخ ملائما لنمو الكثير من المشاريع التي أنعشت جميع القطاعات، وبخاصة قطاع المقاولات دعمها بشكل رئيس تأسيس سوق خليجية مشتركة في بداية 2008 إلى جانب دخول الاستثمارات الأجنبية.

عقبات تجاوزتها بحزم

"كل بداية لها صعوباتها ومشقاتها".. هذا ما قالته كاملة وهي تتحدث عن العقبات والصعوبات التي واجهتها، وتضيف: "بعد إقامة المشروع، والشروع في العمل، اكتشفت وبدون سابق إنذار أن الأرض لم تكن تصلح لأن يقام عليها أي مصنع بسبب انخفاضها، والسبب كشفته الأمطار التي تسببت في غرق المصنع ومحتوياته، فقد حصدت الشركة الكثير من الخسائر كضياع الإسمنت والرخام وغيرها من معدات المصنع، إلى جانب تحمل نقل العمال الذين كانوا يسكنون في المصنع إلى مسكن آخر".

كل تلك التراكمات النفسية والمادية لم تثنِ كاملة عن أهدافها وأحلامها التي أسستها، بل أصرت على متابعة المشوار، فطالبت الجهات الحكومية بقطعة أرض، وعلى الفور لمست الدعم، ومنحت قطعة أرض أقامت عليها المشروع، وأخرى أقامت عليها المعرض الذي ضم الأعمال الفنية والأنواع الفنية المختلفة من الرخام.

تقول كاملة: "يشهد سوق الأحجار نشاطا كبيرا في السلطنة، وإقبالا لافتا على أنواع معينة من الرخام والجرانيت والصخور وبعض الأحجار الداخلة في مواد البناء المستجلبة من الطبيعة العمانية، لا سيما التي تجلب من ولاية "نزوى" فلها طابع خاص؛ إذ إن هذه المواد تدخل في تشكيل معظم المنازل في السلطنة.

خبرة ورؤية

تمتلك كاملة خبرة عمرها 9 أعوام، ورؤية واضحة تمكنها من استغلال فورة العقارات في السلطنة من خلال تنويع سلتها الاستثمارية ما بين مواد البناء والاستثمار في قطاع العقار أو استقطاب الوكالات، خاصة بعد أن ولى عصر احتكار الشركات الكبيرة، وانقشعت غيمة الركود عن السوق العمانية.

وتقول كاملة: إن سجلنا حافل بتجهيز أرقى وأفخم المباني الخاصة والحكومية، ومن المشاريع دبليو جي بمدينة السلطان قابوس، وتجهيز مبنى واحة مسقط، والمطار الخاص، ونسعى حاليا إلى تنفيذ مبنى تابع لشركات بهوان في ولاية صحار، والعديد من المشاريع الأخرى.

وتنظر كاملة وشركاؤها الموظفون -كما تفضل أن تسميهم- في الانتقال من المصنع الحالي إلى مصنع أكبر، يضم معدات وآلات أكثر تطورا تفي بمتطلبات المنافسة، كما أنها تعكف مع شركائها المحليين على تطوير مرافق ومشاريع سياحية وترفيهية في السلطنة.

المرأة العمانية ريادية

وبعد أن أصبحت المرأة تسيطر على زمام الأمور في بعض المواقع السياسية والاقتصادية، وتبرز في مجال الأعمال، تقول كاملة مستطردة: "إن العمانية ليست حديثة العهد في السوق، لكنها كانت تعمل تحت مسمى أبيها أو أخيها، أو تحت مسمى العائلة، لأنها كانت محكومة في السابق بالعادات والتقاليد، ولم تكن هناك منتديات تعود لها صاحبة الأعمال أو غرفة أو أي مرجع، والآن تغير موقف المرأة، وبرزت أسماء بعض العمانيات أيضا، وكُرّمن في محافل دولية مختلفة".

وتطمح كاملة في أن ترى شراكات نسائية متكاملة تنافس كبار الشركات، حيث تقول: إن الوحدة مطلوبة لأن الاتحاد قوة، فالشراكة الخليجية أعطت للسوق الخليجية دفعة قوية، والطموح الذي لا يفارق كاملة هو أن ترى شركتها تنافس أكبر الشركات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اجمل ماقرأت من الحكم

اليوم بالجزمة بكرة بالقبقاب