العمانية سحر الكعبي: خسارتي بداية حياتي علمتني دروسا كثيرة بمجال الأعمال



مسقط - ناصر الشعيلي

لم يثنها التعثر في بداياتها عن السير بطموح نحو تحقيق ذاتها كسيدة أعمال، كانت ترغب بدراسة الحقوق فإذا بها تدرس الأدب العربي، لكن هذه الدراسة لم تفدها كثيرا في مجال عملها في قطاع الطيران الذي عملت فيه مسؤولة مبيعات، ولا حتى المؤسسة التي أنشاتها فيما بعد "سدف للتحف والهدايا وتنظيم الحفلات والأعراس".

إنها سيدة الأعمال العمانية سحر الكعبي، التي كانت مدرسة الحياة ودروسها هي الأهم في مسيرتها؛ إذ إنها لم تقنع بتلك الوظيفة الصغيرة بين جدران أربع، وأرادت الخروج إلى الحياة الرحبة فإقترضت من أهلها 20 ألف ريال لتبدأ عملا خاصا لكنها ما لبثت أن خسرت هذا المبلغ، لكنها لم تستسلم لليأس فراحت تجرب حظها في مجال آخر هو بيع التحف والهدايا، لتبدأ كرة الثلج بالدوران ويصل حجم أعمالها إلى 100 ألف ريال، وتستعد لتدشين معهد متخصص في هذا المجال باستثمارات تفوق 200 ألف ريال (الدولار = 0.37 ريال).

نشأت سحر في مدينة "مطرح" المطلة على أقدم ساحل تجاري في السلطنة، كانت تقضي جل وقتها في جمع التحف القديمة والتراثية وتصنع منها أشكالا فنية جميلة، ولم يكن في حسبانها أن الظروف سوف تساعدها لتكون على رأس شركة رائدة وفريدة في هذا القطاع.

أنهت دراستها الجامعية "ليسانس آداب" من جامعة السلطان قابوس، بعد 8 أشهر شغلت وظيفة في الطيران العماني لم تُرضِ غرورها ما دفعها للاسقلال قبل أن يمضي عامان على أول وآخر وظيفة شغلتها في حياتها.

عام 1995 باشرت العمل الخاص الذي يكون فيه الشخص حسب ما ترويه لـ"الأسواق.نت" سيد نفسه لا عبد غيره"، وعن البداية تقول "أخطأت في بداية عملي التجاري فقد بدأت بدون دراسة جدوى لمشروعي وكانت النتيجة خسارة 20 ألف ريال اقترضتها من أهلي، وهذه بالتحديد قيمة الفاتورة التي علمتني دروسا إضافية في مجال الأعمال".

ولم يثنِ الفشل عزم سحر لارتباط مجال عملها بهوايتها أولا ثم دعم المقربين ثانيا، وليس أخيرا إيمانها بأن الطرق الوعرة ستصبح سالكة بسهولة بالتسلح بمزيد من التخطيط والرؤية، وهذه الفترة تطلبت منها أكثر من 4 سنوات قبل أن تبدأ الخطوة التالية.

في رحلة راحة وتعلم للقاهرة لم تأتِ نتائجها، عادت سحر إلى السلطنة وبدأت عام 2001 مشروع العمر بدون معرض قائم، منطلقة من المنزل تتوسط الشركات في مجال الهدايا الترويجية ودخلت عدة مؤسسات حكومية وخاصة حتى امتلكت رأس المال الكافي للحصول على مقر عمل.

عضوية غرفة التجارة

تضيف سحر الكعبي "هذه المرة أجريت دراسات جدوى وتعمقت بالسوق وكونت علاقات جيدة وأجريت استبيانا لمدى معرفة تقبل السوق وتعطشه للمنتجات ورأيت أنه لا توجد سوق لتنسيق الزهور وهدايا المناسبات الاجتماعية، فاقتنعت بالفكرة وبدأنا التنفيذ الفوري، ويؤكد عمل السنوات الماضية نجاحنا، والآن يعمل في الشركة عشر موظفين، وهناك دراسة لتوسع المشروع وسنفتح فرعا في صحار".

بعد التفوق الذي قد يعده أصحاب الملايين بسيطا، أصبحت سحر عضوا في مجلس إدارة غرفة عمان بموجب مرسوم سلطاني، وتلعب مع بقية الأعضاء دورا فاعلا في خدمة السلطنة، تحدد سحر أبرز ملامحه في قولها "نركز على خدمة قطاع الأعمال في السلطنة، وأنا كسيدة أعمال أركز اهتمامي على نظرائي من سيدات الأعمال وتلك الراغبات في البدء ببزنس خاص، كما أننا نقدم تشجيعا خاصا للشباب".

وتعود سحر بفضل التفوق إلى والدتها، راجحة محمود؛ حيث لاقت منها كل الدعم والتشجيع مستفيدة من خبرتها في ميدان الأعمال، فهي من صاحبات الأعمال النشيطات ومؤسس مجلس صاحبات الأعمال العرب، وأول عضو في غرفة تجارة وصناعة عمان سنة 1990.

وعن برنامج عملها تقول "إنه موزع على عدة مناصب أولا على دوري في شركتي وفي الغرفة، كما أنني عضو لجنة شؤون عمل المرأة في منظمة العمل العربية وبرنامجي منظم، معي أجندة أكتب فيها أعمالي اليومية التي تبدأ من التاسعة صباحا وتنتهي في الثانية عشرة ليلا بين الأسرة والعمل والحياة الخاصة".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اجمل ماقرأت من الحكم

اليوم بالجزمة بكرة بالقبقاب